لسعات العقارب تتزايد بالمغرب مقابل انخفاض في وفايات المُصابين

لسعات العقارب تتزايد بالمغرب مقابل انخفاض في وفايات المُصابين

لسعات العقارب تتزايد بالمغرب مقابل انخفاض في وفايات المُصابين

كشفت نتائج بحث أعده المركز المغربي لمحاربة التسمّم ولليقظة الدوائية، اعتمادا على دراسة امتدّت على مدار 24 سنة، (ما بين 1989 و 2012)، عن أنّ عدد لسعات العقارب التي تُسجّل سنويا، خلال السنوات الأخيرة، ارتفع إلى ما يناهز 30 ألف حالة.
وتأتي جهة مراكش تانسيفت الحوز على رأس المناطق التي تعرف أكبر نسبة من لسعات العقارب على الصعيد الوطني، بنسبة 30.2 بالمائة، تليها جهة ماسة درعة بنسبة 17.7 بالمائة، وجهة الشاوية ورديغة بـ14.7 بالمائة، ثم جهة تادلة أزيلال وجهة دكالة عبدة، بـ10.2 و 6.1 بالمائة على التوالي.
ويمثل العالم القروي، حسب الدراسة المنشورة في آخر عدد من المجلّة الصادرة عن المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية، والتي نُشرت تحت عنوان "مكافحة لسعات العقارب مسؤولية مختلف القطاعات"، 70 بالمائة من هذه الحالات التي يحدث 77 بالمائة منها داخل البيوت، نظرا لطبيعة السكن وهشاشة البنية التحتية.
وتُسجَّل حالات لسعات العقارب على مدار شهور السنة، فيما يتركّز 80 بالمائة من الحلات المسجّلة في فصل الصيف، بين شهريْ مايو وشتنبر؛ أما فيما يخصّ التوقيت الزمني الذي تحدث فيه لسعات العقارب، فيمتدّ ما بين الساعة السادسة مساء والسادسة صباحا، وذلك بنسبة 67 بالمائة من عدد الحالات المُسجّلة. وتعزو الدراسة ذلك إلى خروج العقارب من جحورها في الفترة المسائية والليلية بعد انخفاض درجة الحرارة.
وتهمّ لسعات العقارب كِلا الجنسين، ذكورا وإناثا، بدون استثناء، ويشكّل الأطفال المتراوحة أعمارهم ما دون الخامسة عشرة سنة نسبة 26.5 بالمائة من عدد حالات اللسعات المسجّلة، والتي تتمركز بالخصوص في الأطراف (الأيْدي والأرجل)، بنسبة 70 بالمائة.
وتشير الدراسة إلى أنّ لسعات العقارب في 90 بالمائة منها لا تؤدّي إلى أيّ حالة مرضية، لعدّة عوامل، من بينها أنّ العقارب ليست كلها سامّة، إذْ لا يوجد سوى نوع واحد من العقارب السامة من بين 30 نوع، الموجودة في المغرب.
السبب الثاني، تضيف الدراسة، هو أنّ العقرب يمكن أن لا يحقن سُمّه عند اللّسع، كما أنّ التسمم لا يحدثُ إلا إذا كانت كمية السّم المحقون كبيرة مقارنة مع وزن الضحية، مما يجعل الأطفال أكثر عُرضة للتسمم.
ومن بين 30 ألف لسعة عقرب المسجّلة سنويا، تكون حوالي 3000 لسعة، من بين هذه الحالات سامّة، من بينها 500 حالة تشكل خطورة على الحياة وتستلزم العلاج في أقسام الإنعاش.
على صعيد الجهود المبذولة من طرف المركز الوطني للوقاية من التسمم ولليقظة الدوائية، لتخفيض عدد حالات الوفيات الناجمة عن لسعات العقارب بالمغرب، أشارت دراسة المركز إلى أنّ تضافر مجهودات الجميع ساهم في انخفاض عدد الوفيات من 400 حالة سنويا قبل سنة 1989، إلى 65 حالة سنة 2012.
المعطيات الواردة في الدراسة تشير إلى أن المعدل العام للوفيات تقلص بشكل ملحوظ من 2,37٪ سنة 1999 إلى 0,26 ٪ سنة 2012، وبالنسبة لمعدل الوفيات عند الأطفال فقد تراجع من 2.1 ٪ في سنة 2000 إلى 0,8٪ سنة 2012 ، كما أن معدل الوفيات في حالات التسمم باللسعة قد تقلص من 7,3 ٪ إلى 2,7 ٪ في نفس المدة.
وفي ظلّ تسجيل ارتفاع عدد حالات لسعات العقارب، أعلنت وزارة الصحة عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التسممات الناتجة عن لسعة العقارب ولدغات الأفاعي لسنة 2013، والتي تهدف إلى التقليص من نسبة حدوث لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وكذا الحالات المرضية والوفيات الناجمة عنها.
وتتركز الاستراتيجية على عدّة محاور تشمل تكوين مهنيي الصحة، وأنشطة الإعلام والتربية والتواصل مع الساكنة، والتقليص من عوامل الخطر، وذلك بالحدّ من ولوج العقارب إلى المنازل، مع التكفّل بالمصابين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق