السيليساو يُكسر الهيمنة الإسبانية


السيليساو يُكسر الهيمنة الإسبانية

السيليساو يُكسر الهيمنة الإسبانيةسعادة نيمار و فريد بهدف جديد في شباك كاسياس

وضع  حدا لسيطرة نظيره على الكرة العالمية بإمطار شباكه بثلاثية نظيفة في النهائي الحلم الذي جمعهما برسم بطولة على بساط ملعب الماراكانا أمام أكثر من 80 ألف متفرج ، ليُحافظ السيليساو على لقبه للمرة الثالثة على التوالي بعدما سبق له الظفر بدورات 1997 بالسعودية ، 2005 بألمانيا و 2009 بجنوب إفريقيا .

أصحاب الأرض و الجمهور استهلوا المقابلة دون سابق إنذار و بدون مقدمات ، إذ نجح قناص السيليساو فريد في استغلال سوء تفاهم بين جيرارد بيكي و ألفارو أربيلوا ليُسكن الكرة في شباك الحارس إيكر كاسياس بعد دقيقتين فقط من انطلاق المباراة ، ليعود بعدها أبناء المدرب لويس فيليبي سكولاري إلى تهديد مرمى الإسبان عبر تسديدة ذهبت محاذية للقائم الأيمن للمرمى عبر صانع الألعاب أوسكار في حدود الدقيقة 9 ' .

رغم استقبال رفاق الرسام أندريس إنييستا لهدف مبكر ، إلا أنهم لم يُحركوا الساكن و ظلوا مشدوهين أمام احتكار البرازيليين للكرة الذي ترجم رغبتهم الجامحة في الضرب بقوة في بداية اللقاء ، إذ غابت التيكي التاكا الإسبانية في خضم الدفاع المُحكم و الصارم للبرازيليين الذين يهبون إلى فرض حراسة مشددة على اللاعبين الإسبان بالكرة أو بدونها بغية نسف خطورة الضيوف الذين يستمدونها من تمريرات قصيرة  و متواترة .

و بعد العشر دقائق الأولى ، خرج الإسبان نسبيا إلى فرض أسلوبهم ليُكلل ذلك بهجمات عقيمة و غير بالغة الخطورة ، على نقيض رفاق نيمار دا سيلفا الذين كادوا يضيفون هدفا ثانيا عبر السقاء باولينيو الذي لعب كرة ساقطة اصطدمت بيقظة إيكر كاسياس عند الدقيقة 13 ' ، قبل أن يُجيب أندريس إنييستا في الدقيقة 19 بتسديدة قوية حولها خوليو سيزار إلى ركنية أفرزت ضربة رأسية للمهاجم فرناندو توريس علت العارضة .

للحد من خطورة الإسبان ، عمدت الكتيبة البرازيلية إلى ممارسة الضغط العالي و المُتقدم على حامل الكرة و ملئ المساحات الفارغة ، فيما اعتمدت في تنشيطها الهجومي على تنويع الأسلوب أي بالدخول من العمق عبر المتألق الذي قض مضجع الدفاع الإسباني فريد و الإنسلال من الأروقة التي ينشطها اللاعب السريع نيمار دا سيلفا ، كما لاذ البرازيليون بالهجمات المرتدة و الخاطفة التي أثمرت تسربا خطيرا لأوسكار كبح سيرجيو راموس جماحه بعرقلته على مشارف مربع العمليات ليُعلن الحكم ضربة حرة لم يُجد الجناح الأيمن هالك استغلالها في الدقيقة 28 ' .

و بذات الطريقة ، شن البرازيليون هجوما خاطفا قاده نيمار و انتهى بانفراد للمهاجم فريد الذي سدد كرة اتجاه كاسياس لتخرج إلى الركنية في حدود الدقيقة 32 ' ، قبل أن يعود النجم المنتقل حديثا إلى نادي برشلونة إلى قيادة هجمة عكسية أحبطها ألفارو أربيلوا الذي أوقف قطار نيمار و أرغمه على ارتكاب مخالفة في حقه .

السيطرة النسبية للكتيبة البرازيلية على مجريات المقابلة ، لم تمنع أبناء الربان الإسباني فيثنتي ديل بوسكي من شن هجمة خاطفة و شديدة اللهجة من تمريرة أدلى بها توريس نحو خوان ماتا الذي جهزها على طبق من ذهب لبيدرو الُمسدد لكرة هزمت الحارس لكنها لم تهزم المدافع دافيد لويز الذي أخرجها و هي على بعد شبر واحد من خذ المرمى لُيقي منتخبه من هدف محقق في الدقيقة 43 ' ، قبل أن يرد النجم الواعد نيمار بعد دقيقتين فقط بلهجة أشد تصعيدا حينما تناقل الكرة مع فريد و صوبها قوية لتهزم كاسياس و تعانق الشباك ، ليُطلق حكم المباراة صفارته مُعلنا نهاية الشوط الأول بتقدم البرازيل بهدفين نظيفين .

بداية الجولة الثانية جاءت مُطابقة لنظيرتها الأولى ، إذ قص البرازيليون شريطها باستحواذ على الكرة أفرز سلسلة من التمريرات بين اللاعبين توجه فريد عند الدقيقة 48 ' بتسديدة زاحفة على يمين مرمى كاسياس الذي تستطع ارتماءته في إخراج الكرة ، ليضغط السيليساو على جرح لاروخا التي بدت تائهة في معظم مجريات المقابلة .

عقب الهدف الثالث للمنتخب البرازيلي ، ألقى الإسبان بثقلهم الهجومي نحو المناطق الدفاعية لأصحاب للكتيبة الصفراء في ظل دخول الجناح السريع خيسوس نافاس الذي بعث الروح في التنشيط الهجومي الإسباني عبر مناوراته التي أجبرت المدافع مارسيلو على عرقلته داخل معترك العمليات ، ما دفع حكم المباراة الهولندي إلى الإعلان عن ضربة جزاء في الدقيقة 54 ، فشل صمام الأمان سيرجيو راموس في ترجمتها إلى هدف بتسديدة مُحاذية للقائم الأيمن لشباك خوليو سيزار .

الفرصة الذهبية التي أهدرها الإسبان ، أيقظت النزعة الهجومية للسيليساو الذين كادوا يُضيفون إلى الغلة هدفا رابعا عبر هالك الذي لعب كرة ساقطة على كاسياس أبعدها بيكي في الدقيقة 58 ' ، ليليها البرازيليون بتهديد أخر الظهير الأيسر مارسيلو الذي انسل إلى معترك العمليات من الجهة اليسرى و سدد كرة ارتطمت بالشباك الخارجية لمرمى كاسياس عند الدقيقة 63 ' .

و على شاكلة الجولة الأولى ، استعان أصحاب الأرض و الجمهور بهجمات خاطفة و سريعة مُستغلين في ذلك سرعة الجناح نيمار الذي قاد هجمة عكسية كاد يتوجها بانفراد بكاسياس لولا عرقلة المدافع جيرارد بيكي الذي نال البطاقة الحمراء في حدود الدقيقة 68 ' ، ليتكفل نيمار بتنفيذ المخالفة التي ذهبت قريبة من مرمى كاسياس .

الزحف الهجومي الأصفر استمر مع توالي الدقائق ، إذ أدلى فريد من على مشارف مربع العمليات بتسديدة ارتطمت بمدافعي المنتخب الإسباني في الدقيقة 76 ' ، ليواصل بعد ذلك نيمار مناوشاته للدفاع الإسباني بتوغل كاد يُنهيه بزيارة شباك كاسياس للمرة الثانية في المباراة لولا مضايقته من طرف راموس ، قبل أن تأتي تسديدة بيدرو التي حولها خوليو سيزار إلى ركنية في حدود الدقيقة 81 ' .

في ظل طرد بيكيه من المباراة ، بدت الكتيبة البرازيلية أكثر حضورا كما كانت طيلة أطوار اللقاء باحتكارها الكرة و تهديدها لمرمى المنتخب الإسباني كما حدث عند الدقيقة 83 ' عبر تسديدة المهاجم البديل جو التي صدها كاسياس ، ليُفشل بعدها الحارس سيزار محاولات الإسبان لإمضاء هدف الشرف حينما صد كرة لدافيد فيا عند الدقيقة 87 ' ، قبل أن يُطلق حكم المباراة صفارة النهاية على إيقاع تفوق المنتخب البرازيلي على نظيره الإسباني بثلاثية نظيفة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق